"الظلم"
"الظلم"
سأل يوماً معلماً تلاميذه هل يعرف احدٌ منكم معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم((الظلم ظلمات))رفع احد التلاميذ يده.وقال يعنى أن الظالم سوف يرى ظلمات العذاب في يوم القيامة بدخوله إلى النار.
فقال المعلم:ألا يرى الظالم ظلمات في الدنيا؟فسكتوا,ثم قال:إن رجلاً من بنى إسرائيل كان يتكسب من صيده للسمك,يأكل منه هو وأولاده, ويبيع ما زاد عنه ويوما أحس بثقل الشبكة في الماء وعلم أنها سمكه كبيره,وبدلاً من أن يعود إلى البيت قال لنفسه لما لا أبيعها فإن ثمنها كبير,واشتري طعاما آخر بجزء من ثمنها وادخر ما بقي معي من ثمنها؟قرر بعد ذلك الصياد الذهاب إلى السوق وبيعها وفي أثناء عرضه للبيع والكل يعطيه ثمن إذا بجندي يحمل معه سلاح وبدت على وجهه علامات الجبروت, قال له بكم تبيع السمكة.فقال بكذا و كذا,ولكن انتزعها الجندي منه بقوه ثم صفعه صفعةً أنسته بيع السمكة وتفرق الناس ظناً أن الصياد لم يكن صاحب السمكة إنما هو سارق.
تألم الصياد من هذا الموقف ودعا ربه وقال(الهي جعلتني ضعيفاً, وجعلته قوياً فخذ لي بقدرتك وعزتك حقي منه,فقد ظلمني).
دخل الجندي على أولاده وادعى انه اشترى السمكة وقطعها مع زوجته قطعاً صغيرة. في أثناء تقطيعها دخلت شوكة في أصبعه ولم يلقى لها بالاً.خرج الجندي وبعد أن عاد إذا بالأصبع يزداد ورماً وينتفخ وأراد أن يأكل من السمكة لكنه كان متألما لحاله فلم يأكل شيئاً حاول أن ينام فلم يستطيع ثم ذهب إلى الطبيب فقال له:لابد من بتر أصبعك وإلا فسدت يدك كلها ,فوافق حتى لا يضر الإصبع باليد كلها. وبعد عدة أيام شعر الجندي بان كفه كلها قد ورمت ثم امتد إلى الساعد والعضد والمنكب. وبينما هو راقد إذا هو يراى في منامه من يقول له:يا هذا انك ظلمت من ظلمته فاذهب إليه فتحلله من ظلمك له و إلا قطع الله جسمك ارباً ارباً كما كنت تقطع السمكة قطعه قطعه . هب من نومه فزعاً وقال هذا ذنبي عندما اعتديت على الصياد . فذهب إليه و أعطاه قيمة السمكة وطلب منه السماح فذهب الألم ولم يعد يحس به.
إذا الظلم ظلمات في الدنيا و الآخرة ,الظالم لا يحبه الله ومصيره إلى النار إن لم يتب ولا يحبه الناس وهو صديق الشيطان.
والقصص كثير ما تربي ابلغ من القول وقد قال تعالى (لقد كان في قصصهم عبره...)
و اخيراً:نسال الله تعالى إن يقينا جميعا الظلم ويبعدنا عن الظالمين وان لا نكون منهم ومن كان ظالما فليتب إلى الله وليتحلل ممن ظلمه قبل فوات الأوان .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين.
تأديب الصغار بأدب الكبار\15